مقال ليون تروتسكي عن كارل ليبكنخت وروزا لوكسمبورغ، أو عندما ينعي الشهيد الشهيد

بمناسبة الذكرى المائوية لاغتيال المناضلين الماركسيين الثوريين الأمميين، كارل ليبكنخت وروزا لوكسمبورغ، يوم 15 يناير 1919، ننشر هذا المقال الهام الذي كتبه ليون تروتسكي في نعيهما، والذي كتبه بأسلوبه المميز، وروحه الثورية المتقدة، وجمع فيه بين فضح الاشتراكيين الديمقراطيين الخونة، وبين التعبير عن الحزن العميق على فقدان قائدين عظيمين، والإصرار على مواصلة درب النضال من أجل الاشتراكية والإيمان العميق بالنصر.

[Source]

لم يكن يعلم وهو ينعيهما أنه سيكون هو أيضا ضحية لضربة غادرة على يد الستالينيين في منفاه في بالمكسيك، غشت 1940. لكنه عاش حياته يناضل من أجل نفس القضية ونفس الهدف وكان مستعدا في كل لحظة للموت من أجلهما. وقد قال لهما في نعيه: «روزا ليكسمبورغ وكارل ليبكنخت لم تعودا في دائرة الأحياء، لكنكما حاضران بيننا؛ إننا نشعر بروحكما الجبارة؛ سنقاتل تحت رايتكما؛ صفوفنا المقاتلة ستغمرها عظمتكما الأخلاقية! وكل واحد فينا يقسم، أنه إذا ما حان الوقت وإذا ما تطلبت الثورة ذلك، أن يضحي بحياته دون وجل تحت نفس الراية التي سقطتما تحتها، أصدقاء ورفاق سلاح، روزا ليكسمبورغ وكارل ليبكنخت!».

وبالفعل كان في مستوى العهد الذي قطعه، ونحن بدورنا نقول له: «كل واحد فينا يقسم، أنه إذا ما حان الوقت وإذا ما تطلبت الثورة ذلك، أن يضحي بحياته دون وجل تحت نفس الراية التي سقطت تحتها».

لقد عانينا خسارتين فادحتين في آن واحد، تنصهران في فاجعة هائلة واحدة. لقد فقدت صفوفنا اثنين من الزعماء الذين سيبقى اسمهما مسجلا إلى الأبد في كتاب الثورة البروليتارية العظيم: كارل ليبكنخت وروزا لوكسمبورغ. لقد لقيا حتفهما، لقد تم قتلهما. لم يعودا بيننا!

اسم كارل ليبكنخت، وعلى الرغم من أنه كان معروفا بالفعل، نال سريعا أهمية كبرى، في جميع أنحاء العالم، منذ الأشهر الأولى للمذبحة الأوروبية المروعة. حمل اسمه معنى الشرف الثوري والوعد بالنصر القادم. في تلك الأسابيع الأولى، عندما احتفلت العسكرية الألمانية بعربدتها الأولى ومجدت أولى انتصاراتها الشيطانية؛ في تلك الأسابيع عندما اقتحمت القوات الألمانية بلجيكا وكنست جانبا التحصينات البلجيكية مثل بيوت من الورق المقوى؛ عندما بدا أن مدفع 420 ملم الألماني يهدد بإخضاع كل أوروبا تحت أقدام ويلهلم؛ في تلك الأيام والأسابيع عندما ركعت الاشتراكية الديمقراطية الألمانية الرسمية، بزعامة شيدمان وإيبرت، أمام القومية العسكرية الألمانية التي خضع أمامها كل شيء، كما كان يبدو على الأقل، سواء في العالم الخارجي (بلجيكا وفرنسا التي استولى الألمان على جزئها الشمالي) أو العالم الداخلي (ليس فقط اليونكر الألمان، وليس فقط البرجوازية الألمانية، وليس فقط البرجوازية المتوسطة الشوفينية، بل كذلك، أخيرا لكن ليس آخرا، حزب الطبقة العاملة الألمانية المعترف به رسميا)؛ في تلك الأيام القاتمة الرهيبة الكريهة، برز هناك في ألمانيا صوت متمرد للاحتجاج والغضب واللعنة. كان هذا صوت كارل ليبكنخت. وقد دوى في أنحاء العالم كله!

في فرنسا حيث وجدت الجماهير العريضة نفسها تحت حذاء الهجوم الألماني؛ حيث أعلن حزب الاشتراكيين الوطنيين الحاكم في فرنسا للبروليتاريا أنه عليها ليس فقط أن تقاتل من أجل الحياة، بل وحتى الموت (كيف لا، و"كل الشعب" الألماني يسعى للاستيلاء على باريس!)؛ حتى في فرنسا دوى صوت ليبكنخت محذرا وموضحا، وفجر متاريس الأكاذيب والافتراء والذعر. كان من الممكن الإحساس بأن ليبكنخت وحده من كان يعبر عن صوت الجماهير المخنوقة.

لكنه في الواقع وحتى ذلك الحين لم يكن وحده، إذ سارت إلى جانبه، يدا في يد، ومنذ اليوم الأول للحرب، البطلة الشجاعة التي لا تتزعزع: روزا لوكسمبورغ. لم تعطها المؤسسة البرلمانية البرجوازية الألمانية المنحطة إمكانية إعلان احتجاجها من منبر البرلمان مثلما فعل ليبكنخت، وبالتالي كان صوتها أقل صدى. لكن دورها في إيقاظ أفضل عناصر الطبقة العاملة الألمانية لم يكن أقل، بأي حال من الأحوال، من دور رفيقها في النضال والموت، كارل ليبكنخت. هذين المقاتلين، المختلفين جدا من حيث الطباع، لكن القريبين جدا من بعضهما البعض، واللذين يكمل كل منهما الآخر، سارا بشكل حازم نحو هدف مشترك، وواجها الموت معا، ودخلا التاريخ معا.

مثل كارل ليبكنخت تجسيدا حقيقيا ومكتملا للروح الثورية الحازمة. في الأيام والأشهر الأخيرة من حياته خلقت حول اسمه أساطير لا تعد ولا تحصى: بعضها خبيثة في الصحافة البرجوازية، وبعضها بطولية على شفاه الجماهير العاملة.

في حياته الخاصة كان كارل ليبكنخت - واحسرتاه!- مثالا للخير والبساطة والإخاء. قابلته للمرة الأولى منذ أكثر من 15 عاما. كان رجلا لطيفا يقظا ومتعاطفا. ويمكن القول إنه كان في شخصيته حنان أنثوي تقريبا، بأفضل معنى لهذه الكلمة. وإلى جانب هذا الحنان الأنثوي كان يتميز بقلب استثنائي مليء بالعزم الثوري والقادر على القتال حتى آخر قطرة دم في سبيل ما يعتبره حقا وصحيحا. وقد ظهرت استقلاليته الروحية بالفعل في شبابه عندما غامر أكثر من مرة للدفاع عن رأيه ضد سلطة بيبل التي لا تقبل الجدل. وقد تميز عمله بين الشباب وصراعه ضد آلة هوهنزولرن العسكرية بشجاعة كبيرة. وأخيرا بلغ حجمه الكامل عندما رفع صوته ضد البرجوازية مشعلة الحروب والاشتراكيين الديمقراطيين الخونة، في مجلس النواب الألماني، حيث كان الجو كله مشبعا برائحة الشوفينية الكريهة. واكتشف كامل شخصيته عندما رفع كجندي راية العصيان المفتوح ضد البرجوازية والعسكرية في ساحة بوتسدام في برلين. اعتقل ليبكنخت. لكن السجن والأشغال الشاقة لم يكسرا روحه. كان ينتظر في زنزانته ويتوقع بيقين. حررته ثورة نوفمبر من العام الماضي، فوقف ليبكنخت فورا على رأس أفضل وأكثر عناصر الطبقة العاملة الألمانية حزما. وجد سبارتاكوس[1] نفسه بين صفوف السبارتاكيين[2] واستشهد ورايتهم بين يديه.

اسم روزا لوكسمبورغ أقل شهرة في البلدان أخرى مما هو عليه عندنا في روسيا. لكنه يمكننا القول بكل تأكيد إنها لم تكن، بأي حال من الأحوال، أقل أهمية من كارل ليبكنخت. كانت قصيرة القامة وهشة ومريضة، مع مسحة من النبل في وجهها، كانت لها عينان جميلتان وعقلا متوهجا، وكانت تبهر المرء بشجاعة فكرها. لقد تشربت المنهج الماركسي حتى صار وكأنه لحمها ودمها. يمكن للمرء أن يقول بأن الماركسية تجري في عروقها مجرى الدم.

قلت إن هذين الزعيمين، المختلفين جدا من حيث الطباع، كانا يكمل كل منهما الآخر، وأود أن أؤكد وأفسر ذلك. إذا كان ليبكنخت الثوري العنيد يتسم بحنان أنثوي فقد تميزت تلك المرأة الهشة بقوة فكر ذكورية. تحدث فرديناند لاسال مرة عن القوة المادية للفكر، عن قوته القيادية عندما يتغلب على العقبات المادية في طريقه. هذا هو بالضبط الانطباع الذي تتلقاه من الحديث مع روزا أو قراءة مقالاتها أو الاستماع لها عندما تتحدث من فوق المنصة ضد أعدائها. وقد كان لديها العديد من الأعداء! أتذكر كيف، في مؤتمر في يينا على ما أعتقد، اخترق صوتها العالي المشدود مثل الأسلاك، الاحتجاجات الشرسة لانتهازيين من بافاريا وبادن وأماكن أخرى. آه كم كانوا يكرهونها! وكم كانت تحتقرهم! بحجمها الصغير وبنيتها الهشة صعدت منصة المؤتمر، باعتبارها تجسيدا للثورة البروليتارية. وبقوة منطقها وسخريتها اللاذعة أسكتت أشد خصومها عنادا. عرفت روزا كيف تكره أعداء البروليتاريا، وبسبب ذلك بالضبط عرفت كيف تثير كراهيتهم لها.

منذ اليوم الأول ، أو بالأحرى منذ الساعة الأولى للحرب، شنت روزا لوكسمبورغ حملة ضد الشوفينية وضد السعار الوطني، ضد تذبذب كاوتسكي وهاس وضد الوسطيين عديمي الهوية؛ من أجل الاستقلال الثوري للبروليتاريا ومن أجل الأممية والثورة البروليتارية.

نعم، لقد كانا يكملان بعضهما البعض!

بفضل قوة فكرها النظري وقدرتها على التعميم تفوقت روزا لوكسمبورغ ليس فقط على خصومها، بل أيضا على رفاقها. كانت امرأة عبقرية. أسلوبها القوي والدقيق والرائع والقاسي، سوف يظل إلى الأبد مرآة حقيقية لفكرها.

لم يكن ليبكنخت منظرا. لقد كان رجلا للعمل المباشر. كان مندفعا وعاطفيا بطبيعته، كان يمتلك حدسا سياسيا استثنائيا، وعيا جيدا بالجماهير والوضع وأخيرا شجاعة لا مثيل لها على المبادرة الثورية.

كانت روزا لوكسمبورغ هي التي يتوقع منها، قبل أي كان، تقديم تحليل للوضع الداخلي والعالمي الذي وجدت ألمانيا نفسها فيه بعد 09 نوفمبر 1918، فضلا عن المنظور الثوري. أما الدعوة إلى اتخاذ إجراءات فورية، وفي لحظة ما، القيام بانتفاضة مسلحة، فيأتي على الأرجح من ليبكنخت. كان ذلك المقاتلان يكملان بعضهما البعض بشكل رائع.

بمجرد أن غادر ليبكنخت ولوكسمبورغ السجن وضعا يدا في يد، ذلك الرجل الثوري الذي لا ينضب، وتلك المرأة الثورية الصلبة، ووقفا معا في مقدمة أفضل عناصر الطبقة العاملة الألمانية لخوض المعارك والمحن الجديدة للثورة البروليتارية. وخلال الخطوات الأولى على هذا الطريق قضت ضربة غادرة عليهما معا في يوم واحد.

لقد استهدفت الرجعية أكثر القادة تميزا. يا لها من ضربة قاسية! إن الرجعية والثورة يعرفان بعضهما البعض جيدا، وفي هذه الحالة كانت الرجعية ممثلة بالقادة السابقين للحزب السابق للطبقة العاملة، شيدمان وإيبرت، اللذان سيبقى اسمهما مدرجا إلى الأبد في كتاب جرائم التاريخ بوصفهما اسمين مخزيين للمنظمين الرئيسيين لهذه الجريمة الغادرة.

صحيح أننا تلقينا التقرير الألماني الرسمي الذي يصور مقتل ليبكنخت ولوكسمبورغ كما لو أنه "سوء تفاهم" في الشارع سببه ربما قلة يقظة الحراس في مواجهة حشود غاضبة. وقد تم فتح تحقيق قضائي لهذه الغاية. لكننا جميعا نعلم جيدا كيف تستخدم الرجعية هذا النوع من الغضب العفوي ضد القادة الثوريين؛ علينا أن نتذكر جيدا تلك الأيام من يوليوز التي عشناها هنا داخل أسوار بتروغراد، علينا أن نتذكر جيدا كيف قامت عصابات المائة السود، التي استدعاها كيرينسكي وتسيريتيلي لمحاربة البلاشفة، بإرهاب العمال بشكل منهجي وذبح قادتهم والاعتداء على العمال الفرادى في الشوارع. ويتذكر أغلبكم اسم العامل فوينوف، الذي قتل خلال "سوء تفاهم". وإذا كنا قد تمكنا من حماية لينين في ذلك الوقت، فإن ذلك كان فقط لإنه لم يسقط في أيدي عصابات المائة السود المسعورة. في ذلك الوقت كان هناك العديد من حسني النية بين المناشفة والاشتراكيين الثوريين الذين انزعجوا من واقع أن لينين وزينوفييف، الذين كانا متهمين بأنهما جاسوسين ألمانيين، لم يظهرا في المحكمة لدحض الافتراءات ضدهما. لقد وجه لهما اللوم لهذا على وجه الخصوص. لكن عن أية محكمة يدور الحديث؟ تلك المحكمة التي كان لينين سيجبر في الطريق إليها على "الفرار"، مثلما حدث لليبكنخت، وإذا تعرض لينين لإطلاق النار أو الطعن، فإن تقرير كيرينسكي وتسيريتيلي الرسمي كان سيذكر أن زعيم البلاشفة قتله حارس أثناء محاولته الهرب. كلا، بعد التجربة الرهيبة في برلين، لدينا أكثر من سبب لنكون راضين عن أن لينين لم يقدم نفسه للمحاكمة الزائفة، بل وللعنف دون محاكمة.

لكن روزا وكارل لم يختبآ. يد العدو قبضت عليهما بحزم، وقد خنقتهما تلك اليد. يا لها من ضربة قاسية! يا له من حزن! ويا له من غدر! لقد سقط أفضل قادة الحزب الشيوعي الألماني، رفيقانا العظيمان لم يعودا بيننا. ويقف قاتلوهما تحت راية الحزب الاشتراكي الديمقراطي ولديهم الوقاحة للمطالبة بحقهم المزعوم في الانتماء إلى كارل ماركس! "يا له من انحراف! يا لها من سخرية!" فقط فكروا أيها الرفاق، تلك الاشتراكية الديموقراطية الألمانية "الماركسية"، أم الطبقة العاملة التي منذ الأيام الأولى للحرب دعمت العسكرية الألمانية الجامحة أثناء الهجوم على بلجيكا والاستيلاء على المحافظات الشمالية لفرنسا؛ هذا الحزب الذي خان ثورة أكتوبر لصالح النزعة العسكرية الألمانية خلال صلح بريست؛ إنه الحزب الذي نظم قائداه، شيدمان وإيبرت، الآن العصابات الاجرامية لقتل بطلي الأممية: كارل ليبكنخت وروزا لوكسمبورغ!

يا له من انحراف تاريخي بشع! من خلال إلقاء نظرة إلى العصور الماضية يمكنكم العثور على نوع من التشابه مع المصير التاريخي للمسيحية. تعاليم الإنجيل خاطبت العبيد والصيادين والكادحين والمقهورين وجميع هؤلاء المسحوقين بسبب المجتمع العبودي، عقيدة الفقراء هذه استولى عليها محتكرو الثروة والملوك والارستقراطيون ورؤساء الأساقفة والمرابون والبطارقة والمصرفيون وبابا روما، وأصبحت غطاء لجرائمهم. كلا، إن الفرق بين تعاليم المسيحية البدائية، كما خرجت من وعي العوام، وبين الكاثوليكية أو الأرثدوكسية الرسميتان، ليس بحجم الفرق بين تعاليم ماركس، التي هي خلاصة التفكير الثوري والإرادة الثورية، وبين تلك البقايا الحقيرة للأفكار البرجوازية التي يعيش عليها أمثال شيدمان وإيبرت من جميع البلدان وينشرونها. بواسطة زعماء الاشتراكية الديمقراطية، حاولت البرجوازية نهب الممتلكات الروحية للبروليتاريا وتغطية السرقة براية الماركسية. ولكن يجب أن نأمل، أيها الرفاق، أن هذه الجريمة الكريهة سوف تكون الأخيرة التي سيقوم بها الشيدمانيون والإيبرتيون. لقد عانت البروليتاريا في ألمانيا قدرا كبيرا من المآسي على أيدي أولئك الذين وضعوا على رأسها؛ لكن هذا الواقع لن يمر دون أثر. دم كارل ليبكنخت وروزا لوكسمبورغ يصرخ. وهذا الدم سيجبر أرصفة برلين وحجارة ساحة بوتسدام، التي رفع فيها ليبكنخت لأول مرة راية العصيان ضد الحرب ورأس المال، على الكلام. ويوما ما، عاجلا أم آجلا، سيتم صنع المتاريس من تلك الحجارة في شوارع برلين ضد الخدم المذلولين وكلاب المجتمع البرجوازي الخانعين، ضد الشيدمانيين والإيبرتيين!

في برلين سحق القتلة الآن حركة السبارتاكيين: الشيوعيين الألمان. لقد قتلوا اثنين من خيرة ملهمي هذه الحركة، وهم اليوم ربما يحتفلون بالنصر. لكن ليس هناك انتصار حقيقي هنا لأنه لم تكن هناك بعد معركة مباشرة ومفتوحة وكاملة؛ لم تكن هناك بعد انتفاضة البروليتاريا الألمانية باسم الاستيلاء على السلطة السياسية. لم يكن هناك سوى عملية استطلاع واسعة، ومهمة استخباراتية عميقة في معسكر العدو. الاستكشاف يسبق المواجهة لكنه ليس بعد هو المواجهة. كان هذا الاستكشاف الشامل ضروريا للبروليتاريا الألمانية، مثلما كان ضروريا بالنسبة لنا في أيام يوليوز.

من سوء الحظ أن اثنين من أفضل القادة سقطا أثناء الحملة الاستكشافية. وهذه خسارة قاسية لكنها ليست هزيمة. والمعركة ما تزال أمامنا.

يصير معنى ما يحدث في ألمانيا مفهوما بشكل أفضل إذا ما نظرنا إلى الوراء في ما حدث عندنا نحن. تتذكرون مسار الأحداث ومنطقها الداخلي. في نهاية فبراير أسقطت الجماهير الشعبية العرش القيصري. خلال الأسابيع الأولى كان الشعور كما لو أن المهمة الرئيسية قد أنجزت بالفعل. والرجال الجدد الذين جاؤوا من أحزاب المعارضة والذين لم يتولوا أبدا السلطة استغلوا في البداية ثقة أو نصف ثقة الجماهير الشعبية. لكن سرعان ما بدأت هذه الثقة تنكسر إلى شظايا. وجدت بتروغراد نفسها، في المرحلة الثانية من الثورة، على رأس الثورة، كما يجب أن تكون في الواقع. وفي يوليوز، كما هو الحال في فبراير، كانت الطليعة هي التي تقود الثورة. لكن هذه الطليعة التي دعت الجماهير الشعبية لخوض النضال ضد البرجوازية والمساومين، دفعت ثمنا باهظا نظير الاستطلاع العميق الذي قامت به.

خلال أيام يوليوز ابتعدت طليعة بتروغراد عن حكومة كيرينسكي. لم يكن ذلك بعد انتفاضة مثل تلك التي قمنا بها خلال اكتوبر. كان ذلك هجوما للطليعة لم تكن الجماهير العريضة في المحافظات قادرة بعد على فهم معناه التاريخي. في تلك المواجهة كشف عمال بتروغراد أمام الجماهير الشعبية، ليس فقط في روسيا بل في جميع البلدان، أنه لا يوجد وراء كيرينسكي جيش مستقل، وأن تلك القوى التي وقفت وراءه كانت قوى البرجوازية والحرس الأبيض والردة الرجعية.

وفي يوليوز تعرضنا لهزيمة. اضطر الرفيق لينين إلى الاختباء. بعضنا دخل السجن؛ تم حظر جرائدنا؛ وأغلق سوفييت بتروغراد. تم تحطيم مطابع الحزب والسوفييت، وفي كل مكان ساد صوت المئات السود. وبعبارة أخرى وقع نفس ما يقع الآن في شوارع برلين. ومع ذلك، لم يكن أحد من الثوار الحقيقيين في ذلك الوقت يشك في أن أيام يوليوز كانت مجرد مقدمة لانتصارنا.

وقعت حالة مماثلة في الأيام الأخيرة في ألمانيا أيضا. فمثلما كان الحال في بتروغراد عندنا، سارت برلين أمام بقية الجماهير؛ وكما كان الحال معنا، انخرط كل أعداء البروليتاريا الألمانية في النباح: «لا يمكننا أن نبقى تحت ديكتاتورية برلين؛ برلين السبارتاكية معزولة؛ علينا أن ندعو لجمعية التأسيسية وننقلها من برلين الحمراء، التي أفسدتها دعاية كارل ليبكنخت وروزا لوكسمبورغ، إلى مدينة ريفية ألمانية سليمة». كل ما قام به أعداؤنا ضدنا، كل ذلك التحريض الخبيث وكل ذلك الافتراء الحقير الذي سمعناه هنا، كل ذلك ترجم إلى الألمانية ولفق ونشر في أنحاء ألمانيا ضد بروليتاريا برلين وقائديها: ليبكنخت ولوكسمبورغ. المهمة الاستطلاعية، التي قامت بها البروليتاريا في برلين، كانت بالتأكيد أوسع وأعمق مما كان عندنا في يوليوز، وصحيح أن الضحايا والخسائر كانوا أكبر؛ لكن هذا يمكن أن يفسر بحقيقة أن الألمان كانوا يصنعون التاريخ الذي كنا نحن قد صنعناه بالفعل من قبل، والبرجوازية والآلة العسكرية استوعبتا خبرتي يوليوز وأكتوبر عندنا. والأهم من ذلك هو أن العلاقات الطبقية هناك هي أكثر تحديدا بما لا يقاس مما هو عليه الحال هنا؛ والطبقات المالكة أكثر صلابة بما لا يقاس وأكثر ذكاء وأكثر نشاطا، وهذا يعني أنها أكثر قسوة أيضا.

أيها الرفاق، لقد مرت أربعة أشهر بين ثورة فبراير وأيام يوليوز؛ احتاجت بروليتاريا بتروغراد إلى ربع السنة من أجل أن تشعر بضرورة الخروج إلى الشارع ومحاولة زعزعة الأعمدة التي كان يستند عليها معبد دولة كيرينسكي وتسيريتيلي. بعد هزيمة أيام يوليوز، مرت أربعة أشهر مرة أخرى قامت خلالها قوات الاحتياط الثقيلة من محافظات بوضع نفسها وراء بتروغراد واستطعنا، بفضل اقتناعنا بالنصر، من أن نشن هجوما مباشرا ضد معاقل الملكية الخاصة في أكتوبر 1917.

في ألمانيا، حيث لم تندلع الثورة الأولى التي أطاحت بالنظام الملكي إلا في بداية شهر نوفمبر، بدأت أيام يوليوز بالفعل في بداية يناير. ألا يعني هذا أن البروليتاريا الألمانية تعيش ثورتها وفقا تقويم قصير؟ ففي حين كنا نحن في حاجة إلى أربعة أشهر، فإنها لم تحتج سوى إلى شهرين. ودعونا نأمل أنه سيتم الاحتفاظ بهذا الجدول الزمني. ربما لن تمض بين أيام يوليوز الألمانية وأكتوبر الألمانية أربعة أشهر، كما كان الحال عندنا، بل أقل، ربما سيكون شهران كافيان أو حتى أقل من ذلك. لكن مع ذلك فإن الحدث يمضي قدما، وهناك شيء واحد لا شك فيه: إن تلك الطلقات التي أطلقت على ظهر كارل ليبكنخت سيكون لها صدى عظيم في جميع أنحاء ألمانيا. وقد دق هذا الصدى المسمار في نعش الشيدمانيين والإيبرتيين، سواء في ألمانيا أو في أماكن أخرى.

لقد قمنا هنا بإنشاد قداس لكارل ليبكنخت وروزا لوكسمبورغ. هؤلاء القائدين قد ماتا. علينا ألا نعتبرهما على قيد الحياة مرة أخرى. لكن أيها الرفاق، كم منكم رآهما من قبل على قيد الحياة؟ فقط أقلية صغيرة. لكن ومع ذلك فخلال هذه الأشهر والسنوات الماضية عاش كارل ليبكنخت وروزا لوكسمبورغ باستمرار بيننا. قمتم في الاجتماعات والمؤتمرات بانتخاب كارل ليبكنخت رئيسا فخريا. وهو نفسه لم يسبق له أن أتى هنا، لم يتمكن من المجيء إلى روسيا، لكنه رغم ذلك كان حاضرا بينكم، كان يجلس إلى موائدكم مثل ضيف شرف، مثل أحد أقاربكم، لأن اسمه أصبح أكثر من مجرد لقب رجل معين، لقد أصبح بالنسبة لنا اسما لكل ما هو جيد وشجاع ونبيل في الطبقة العاملة. عندما يريد أي أحد منا أن يتصور رجلا كرس حياته بتفان للمظلومين، رجلا صلبا من الرأس إلى القدم، رجلا لم ينكس أبدا رايته أمام العدو، فإننا نذكر فورا اسم كارل ليبكنخت. لقد دخل وعي وذاكرة الشعوب ببطولة الفعل. في معسكر أعدائنا المسعورين عندما داست العسكرية المظفرة على كل شيء وسحقت كل شيء، عندما صمت جميع الذين كان واجبهم الاحتجاج، عندما بدا وكأنه لم يعد هناك مجال للتنفس، قام هو: كارل ليبكنخت، ورفع صوته المكافح. وقال: «أنتم أيها الطغاة والعسكريون القتلة والنهابون، أنتم أيها المتملقون والخدم المتزلفون والمتخاذلون، أنتم تدوسون على بلجيكا، وتروعون فرنسا، وتريدون سحق العالم بأسره، وتعتقدون أنكم لن تستدعون أمام العدالة، لكني أعلن لكم: نحن، الأقلية، لسنا خائفين منكم، نحن نعلن الحرب عليكم وبعد أن تنهض الجماهير سنخوض هذه الحرب ضدكم حتى النهاية!». هنا بسالة التصميم، هنا بطولة الفعل الذي يجعل اسم ليبكنخت لا ينسى بالنسبة للبروليتاريا العالمية.

وإلى جانبه تقف روزا، المقاتلة البروليتارية الأممية التي تشبهه في الروح. إن موتهما المأساوي في ساحة القتال يوحد اسميهما برابطة خاصة وثيقة أبدية. من الآن فصاعدا سوف ينطق اسمهما دائما معا: كارل وروزا، ليبكنخت ولوكسمبورغ!

هل تعرفون على ماذا تقوم الأساطير حول القديسين وحياتهم الأبدية؟ إنها تقوم على حاجة الناس للحفاظ على ذكرى أولئك الذين تزعموهم والذين أناروا لهم الطريق، بطريقة أو بأخرى؛ على السعي لتخليد شخصية القادة بهالة القداسة. نحن، أيها الرفاق، لسنا في حاجة للأساطير، ولا نحتاج لتحويل أبطالنا إلى قديسين. إن الواقع الذي نعيش فيه الآن هو كاف بالنسبة لنا، لأن هذا الواقع هو في حد ذاته أسطوري. إنه يوقظ قوات خارقة في روح الجماهير وقادتها، إنه يخلق شخصيات رائعة ترتفع فوق البشرية جمعاء.

كارل ليبكنخت وروزا لوكسمبورغ من تلك الشخصيات الخالدة. نحن ندرك وجودهما بيننا بشكل قوي شبه مادي تقريبا. في هذه الساعة المأساوية ننضم روحيا إلى أفضل عمال ألمانيا وعمال العالم كله الذين تلقوا هذا الخبر بحزن وحداد. نحن هنا نحس بحدة ومرارة الضربة مثل إحساس إخواننا الألمان. نحن أمميون في حزننا وحدادنا بقدر ما نحن أمميون في كل نضالاتنا.

بالنسبة لنا لم يكن ليبكنخت مجرد زعيم ألماني. بالنسبة لنا لم تكن روزا لوكسمبورغ مجرد اشتراكية بولندية تتزعم العمال الألمان. كلا، إنهما قائدا البروليتاريا العالمية، ونحن جميعا نرتبط بهما برابطة روحية لا تنفصم. لقد انتميا حتى نفسهما الأخير ليس إلى قومية ما بل إلى الأممية!

يجب أن يعلم العمال الروس أن ليبكنخت ولوكسمبورغ وقفا بشكل خاص إلى جانب البروليتاريا الثورية الروسية خلال الأوقات الأكثر صعوبة. كانت شقة ليبكنخت مقر المنفيين الروس في برلين. وعندما كنا نريد رفع صوتنا بالاحتجاج داخل البرلمان الألماني أو الصحافة الألمانية ضد تلك الخدمات التي كان الحكام الألمان يقدمونها للرجعية الروسية، كنا قبل كل شيء نتجه إلى كارل ليبكنخت وكان يقرع كل الأبواب وعلى كل الجماجم، بما في ذلك جماجم شيدمان وإيبرت، لإجبارهم على الاحتجاج ضد جرائم الحكومة الألمانية. ولجأنا باستمرار لليبكنخت عندما كان أي من رفاقنا في حاجة إلى الدعم المادي. وكان ليبكنخت دؤوبا وكأنه الصليب الأحمر للثورة الروسية.

في مؤتمر الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني في يينا، الذي أشرت إليه سابقا، حيث كنت حاضرا باعتباري زائرا، استدعيت من قبل هيئة الرئاسة بمبادرة من ليبكنخت للحديث عن التوصية التي تقدم بها ليبكنخت نفسه لإدانة عنف ووحشية الحكومة القيصرية في فنلندا. وبأكبر قدر من الحرص حضر ليبكنخت الكلمة التي سيلقيها حيث جمع الحقائق والأرقام وسألني بالتفصيل بشأن العلاقات بين روسيا القيصرية وفنلندا. لكن وقبل أن أصل إلى المنصة (كان علي أن أتكلم بعد ليبكنخت)، تلقى المؤتمر برقية تقرير عن اغتيال ستوليبين في كييف. أنتجت هذه البرقية انطباعا قويا في المؤتمر. كان السؤال الأول الذي نشأ بين القيادة هو: هل سيكون من المناسب السماح لثوري روسي بمخاطبة مؤتمر ألماني في نفس الوقت الذي قام فيه ثوري روسي آخر باغتيال رئيس الوزراء الروسي؟ استولت هذه الفكرة حتى على بيبل: لم يكن العجوز يريد أي تعقيدات "لا داعي لها". وبمجرد أن رآني بدأ يطرح علي الأسئلة: "ماذا يعني الاغتيال؟ من هو الحزب الذي قد يكون مسؤولا عن ذلك؟ ألا تعتقد أنه في ظل هذه الظروف قد يؤدي أخذي للكلمة إلى جذب انتباه الشرطة الألمانية؟". سألت الرجل العجوز بحذر: "هل أنت خائف من أن يؤدي كلامي إلى صعوبات معينة؟". "نعم"، أجاب بيبل، "أعترف أنني أفضل لو أنك لا تأخذ الكلمة". أجبته: "بالطبع، في هذه الحالة لا مجال لأن آخذ الكلمة". وعلى هذا افترقنا.

وبعد دقيقة، جاء ليبكنخت يركض نحوي. كان غاضبا إلى أبعد حد. سألني: "هل صحيح أنهم اقترحوا عليك ألا تتكلم؟". قلت: "نعم، لقد سويت هذه المسألة للتو مع بيبل". قال لي: "وهل وافقت؟"، أجبت مبررا موقفي: "كيف يمكن ألا أوافق، بالنظر إلى أنني لست السيد هنا بل مجرد زائر". "هذا فعل فاحش من قبل الرئاسة، هذا مثير للاشمئزاز، هذه فضيحة لم يسمع بها من قبل، هذا جبن بائس!" الخ، الخ، وقد نفس ليبكنخت عن غضبه في خطابه حيث هاجم بلا رحمة الحكومة القيصرية في تحد لتحذيرات الرئاسة وراء الكواليس، والتي حثته على عدم خلق تعقيدات "لا داعي لها" في شكل إهانة جلالة القيصر.

منذ سنوات شبابها وقفت روزا لوكسمبورغ على رأس هؤلاء الاشتراكيين الديموقراطيين البولنديين، الذين قاموا الآن جنبا إلى جنب مع تلك المجموعة التي تسمى "Lewica"، أي ذلك الجناح الثوري للحزب الاشتراكي البولندي، لتشكيل الحزب الشيوعي. كانت روزا لوكسمبورغ تتكلم الروسية بشكل جميل، كانت لديها معرفة عميقة بالأدب الروسي، كانت تتتبع الحياة السياسية الروسية يوما بيوم، كانت لديها علاقات وثيقة مع الثوريين الروس وكانت تعمل بجهد على توضيح الخطوات الثورية التي تقوم بها البروليتاريا الروسية في الصحافة الألمانية. في بلدها الثاني، ألمانيا، تمكنت روزا لوكسمبورغ بموهبتها المميزة، من أن تتقن إلى حد الكمال ليس فقط اللغة الألمانية، بل تمكنت أيضا من الفهم العميق للحياة السياسية الألمانية واحتلت واحدة من أكثر الأماكن البارزة في الحزب الاشتراكي الديمقراطي البيبلي القديم. وهناك بقيت دائما على أقصى اليسار.

في عام 1905 عايش كارل ليبكنخت وروزا لوكسمبورغ، بالمعنى الحقيقي للكلمة، أحداث الثورة الروسية. في عام 1905 غادرت روزا لوكسمبورغ برلين إلى وارسو، ليس بوصفها بولندية، بل باعتبارها مناضلة ثورية. بعد الإفراج عنها من قلعة وارسو بكفالة رحلت بشكل غير قانوني إلى بتروغراد، في عام 1906، حيث زارت، تحت اسم مستعار، العديد من صديقاتها في السجن. وعند عودتها إلى برلين ضاعفت نضالها ضد الانتهازية وعارضتها بمسار وأساليب الثورة الروسية.

وجنبا إلى جنب مع روزا عشنا الكارثة الكبرى التي ضربت الطبقة العاملة. أنا أتحدث عن الإفلاس المخزي للأممية الثانية في غشت 1914. وجنبا إلى جنب معها رفعنا راية الأممية الثالثة. والآن، أيها الرفاق، من خلال العمل الذي نقوم به يوما بعد يوم نظل أوفياء لوصايا كارل ليبكنخت وروزا لوكسمبورغ. إذا شيدنا هنا، في بتروغراد الباردة والجائعة، صرح الدولة الاشتراكية، فإننا سنعمل بروح ليبكنخت ولوكسمبورغ. إذا تقدم جيشنا على الجبهة، فهو يدافع بالدماء عن وصايا ليبكنخت ولوكسمبورغ. كم هو صعب أننا لم نتمكن من الدفاع عنهما أيضا!

في ألمانيا لا يوجد جيش أحمر إذ أن السلطة هناك ما تزال في يد العدو. نحن لدينا الآن جيش وهو ينمو ويصبح أقوى. وتحسبا للوقت الذي سيبني فيه جيش البروليتاريا الألمانية صفوفه، تحت لواء كارل وروزا، على كل واحد منا أن يعتبر أنه من واجبه أن يوجه انتباه جيشنا الأحمر إلى من هو ليبكنخت ومن هي لوكسمبورغ، وما الذي ماتا من أجله ولماذا يجب أن تظل ذكراهما مبجلة عند كل جندي أحمر وعند كل عامل وفلاح.

إن الضربة التي لحقت بنا قاسية ولا تطاق. لكننا، مع ذلك، نتطلع إلى الأمام ليس بالامل فقط بل باليقين. وعلى الرغم من حقيقة أن هناك اليوم في ألمانيا مد للردة الرجعية، فإننا لن نفقد ثقتنا ولو للحظة بأن أكتوبر الأحمر قريب هناك. لم يسقط هؤلاء المقاتلان العظيمان عبثا. سننتقم لدمائهما. وسيحصل طيفيهما على التكريم الذي يستحقانه. في حديثنا لطيفيهما العزيزين نستطيع أن نقول: «روزا ليكسمبورغ وكارل ليبكنخت لم تعودا في دائرة الأحياء، لكنكما حاضران بيننا؛ إننا نشعر بروحكما الجبارة؛ سنقاتل تحت رايتكما؛ صفوفنا المقاتلة ستغمرها عظمتكما الأخلاقية! وكل واحد فينا يقسم، أنه إذا ما حان الوقت وإذا ما تطلبت الثورة ذلك، أن يضحي بحياته دون وجل تحت نفس الراية التي سقطتما تحتها، أصدقاء ورفاق سلاح، روزا ليكسمبورغ وكارل ليبكنخت!»

هوامش:

[1] زعيم ثورة للعبيد ضد الأوليغارشية مالكي العبيد في روما ما بين 73 و71 قبل الميلاد. -المترجم-

[2] رابطة السبارتاكيين، منظمة ماركسية ثورية ألمانية، تأسست سنة 1916، بقيادة كارل ليبكنخت وروزا لوكسمبورغ، عارضت الحرب ودافعت عن منظور أممي. -المترجم-